دروس على الخط في مقياس النظام التربوي في الجزائر

3-أبعاد الإصلاح في المدرسة الجزائرية

يستجيب الإصلاح لضرورات تطور المجتمع، وهو لا يتم في يوم واحد لأنه يتوجب على الفاعلين، من مفتشين ومديرين ومعلمين أن يتملكوا الإصلاح. نعتبر عموماً، بأن هناك ثلاث مراحل رئيسة ليتمكن الفاعلون من جعل هذا التغيير فعلياً في المدرسة.

- المرحلة الأولى هي مرحلة التحسيس والاعلام: هل أقبل الحديث عن كيفية أخرى في العمل؟.

- المرحلة الثانية هي مرحلة تغيير التمثلات: هل أطور طريقتي في التفكير؟. إنه الدور الرئيس للتكوين، ولا يمكن أن نتحدث حقيقة عن تقبل الإصلاح إلا انطلاقا من تلك الحالة.

- المرحلة الثالثة: هي مرحلة تغيير الممارسات: هل أكيف عملية التدريس في نهاية المطاف؟. (بن بوزيد، 2003، 9)

وتتقمص الخيارات البيداغوجية المطروحة للتنفيذ دور البطولة في إعادة هيكلة الساحة التربوية في الجزائر، إذ ترسخ مجموعة من المبادئ والأهداف إما على المستوى الداخلي أو الخارجي بفعل تأثيرها إثر تخطيط محكم وعمل جهودي متقن.

ولبلورة وهندسة تلك المبادئ والأهداف تم اعتماد التربية على قيم العقيدة الإسلامية وقيم الهوية الحضارية، وقيم المواطنة، كما لا ننسى احتضان كل التغييرات المؤسساتية، الاقتصادية، الاجتماعية.

يتأتى هذا التلاحم باعتماد العلاقة التفاعلية بين المدرسة والمجتمع، باعتبار المدرسة محركا أساسيا للتقدم الاجتماعي وعاملا من عوامل الإنماء البشري:

- تكوين معلم جزائري كفء يستوعب التحولات الحضارية ويسهم في النهوض بالأمة اقتصاديا وعلميا.

- تكوين شخصية مستقلة متوازنة ومتفتحة على العالم الغربي الذي انفجرت فيه العلوم بشكل رهيب شرط التعلق بما يقتضيه الدين والشرع، وما تمليه القيم والأخلاق الوطنية.

- اعتماد مبدأ التوازن في التكوين بين مختلف أنواعه (نظري/عملي)، وكذلك بين مختلف أنواع المعرفة.

- ضرورة مواكبة التكوين الأساسي والمستمر لكافة مؤطري العملية التربوية، فمهنة التعليم تضاهي باقي الصناعات كونها تعمل على تكوين أجيال هم بناة المستقبل.

- تبني مقاربة شمولية ومتكاملة تراعي التوازن بين البعد الاجتماعي والبعد المهاري والبعد المعرفي، وكذا بين البعد التجريبي والبعد التجريدي. (بوخاتمي، 2017، 77)

وعلى هذا الأساس تم تبني المقاربة بالكفاءات كبيداغوجيا حديثة وفعالة تدعو إلى ضرورة بناء الكفاءات، حتى يمسي المتعلم بناء خارج مدرسته، مواجها لمشاكل حياته.

وأثناء إعداد مناهج الإصلاح التربوي روعيت مبادئ منها:

- اعتبار المتعلم محور العملية التربوية.

- تعديل الوقت.

- ترشيد استعمال المنهج البيداغوجي.

- تجديد وتحديث المحتويات المعرفية تماشياً مع ما يناسب محيط التلميذ.

- توسيع أنظمة الاستدراك والدعم.

- إدراج أبعاد جديدة في محتويات بعض البرامج التعليمية بدءا من السنة الأولى (البعد التاريخي، البعد البيئي، البعد الصحي، البعد العلمي/التكنولوجي...). (بوخاتمي، 2017، 77-78)

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بسيناري Scenari (نافذة جديدة)