مقدمة
إن عملية الإصلاح التربوي تشكل محور اهتمامات المفكرين ورجال السياسة والحكم كل حسب اختصاصه ومجال عمله، وخاصة بعد التحولات التي حصلت في الولايات المتحدة بعد نجاح الاتحاد السوفياتي سابقاً، في الوصول إلى القمر وغزو الفضاء والثورة التكنولوجية التي وضعت اليابان كدولة خرجت من فالإصلاح التربوي لا يقتصر فقط على طرائق التدريس وكيفية تناولها بل يشمل معاني أخرى اجتماعية واقتصادية وسياسية، وهذا ما أشار إليه " حسن البيلاوي" في تعريفه للإصلاح التربوي بأنه "يشير عادة إلى عملية التغير في النظام التعليمي أو جزء منه نحو الأحسن، وغالباً ما يتضمن هذا المصطلح معاني اجتماعية واقتصادية وسياسية.
ويعتبر إصلاح المنظومة التربوية الجزائرية ذا أهمية قصوى بالنظر إلى الطموحات المرجوة من ورائه والأهداف التي يسعى لبلوغها والمنهجية المعتمدة في تطبيقه من الناحية السوسيولوجية يعتبر هذا التغيير إعادة هيكلة للنظام التربوي والذي بدوره يؤثر مباشرة في صياغة نظام اجتماعي معين يتوافق مع الهياكل السلطوية الجديدة. وقد نال موضوع الإصلاح التربوي اهتمام الفئات الاجتماعية المختلفة لم له من أثر بالغ وحساس على كل أفراد المجتمع خطى المناقشات خاصة على المستوى التربوي والإيديولوجي إذ تعددت التفسيرات والتحليلات لإشكاليات الإصلاح سواء على مستوى إعداد المشروع أو مستوى لجنة الإعداد أو على مستوى المرجعية المعتمدة.