تعد اللسانيات الحجاجيات من أهم النظريات المستحدثة في علم اللغة، إذ غدت مركز اهتمام الباحثين في العالم الغربي والعالم العربي، وذلك لأهميتها لأنها لا تنظر إلى اللغة باعتبارها وسيلة تواصل وتعبير بل وسيلة تأثير وتغيير في العالم، فالحجاج ينشد التّأثير والفعل في المتلقي؛ إمّا بدفعه إلى تبنّي رأي ما، أو القيام بسلوك معيّن والإحجام عن آخر، فهو حركيّة تواصليّة وفعّاليّة خطابيّة يمارسه الجميع، فالمتكلم يسعى إلى إقناع مخاطَبه واستمالته إلى جانبه مهما كان موضوع الحوار.

وفي هذا المقرر الدراسي "مقياس اللسانيات الحجاجيات" سيتعرف الطالب على الحجاج ونظرياته بصفة عامة، وسيميز بين الحجاج والبرهان وسيكتشف الفرق بينهما باعتبارهما وجهان للاستدلال المنطقي.

كما أنه سيميز بين الحجاج البلاغي والمنطقي واللغوي، ويحدد الفروق الجوهرية بينهم ومدى أهمية كل نظرية والجانب الذي تركز عليه أكثر مقارنة بنظيراتها، وفي كل نظرية سيتم التوغل أكثر فيها فمثلا نظرية الحجاج اللغوي التي أتى بها ديكرو وأنسكومبر، سنتطرق إلى مفهوم السلالم الحجاجية وتفصيل القوانين التي تتحكم بهاته السلالم، مع دراسة وتحليل بعض النصوص باستخراج السلم الحجاجي وتبيان نوعه، ومن ثمة القدرة على تطبيق هاته التقنيات اللغوية المدروسة لتحليل النصوص واستخلاص النتائج.