مخطط الموضوع
- عام
- الموضوع 1
الموضوع 1
قام مارشال ما كلوهان خلال الستينات من القرن الماضي بوضع تصور خاص ربط فيه بين الرسالة والوسيلة الإعلامية مؤكدا فيه أهمية الوسيلة الإعلامية في تحديد نوعية الاتصال وتأثيره "إعادة موازين القوة إلى تأثير الوسيلة الإعلامية إذ اعتبر أن مضمون وسائل الإعلام لا يمكن الجزم بتأثيراته بمعزل عن تقنيات الوسائل نفسها"، ونظرية مارشال مالكوهان هي عبارة عن تصورات لتطور وسائل الاتصال وتأثيراتها على المجتمعات الحديثة ، وهذه النظرية بنيت على ثلاث افتراضات أساسية
- الموضوع 2
الموضوع 2
ا - وسائل الاتصال هي امتداد لحواس الإنسان:
اعتقد ماكلوهان في ما يسميه الحتمية التكنولوجية أي المخترعات التكنولوجية هي التي تأثر على تكوين المجتمعات ، وحسب ماكلوهان فإن التحول الأساسي في الاتصال التكنولوجي يجعل التحولات الكبرى تبدأ لدى الشعوب ليس فقط في التنظيم الاجتماعي وإنما في الحواس الإنسانية، لهذا فالناس يتكيفون مع الظروف البيئية في كل عصر من خلال استخدام حواس معينة ذات صلة وثيقة بنوع الوسيلة الاتصالية المستخدمة ، كما إن طريقة عرض وسائل الاتصال للمواضيع المتنوعة وطبيعة الجمهور الذي تتوجه يؤثران على مضمون تلك الوسائل ، بالتالي يرى ماكلوهان أن طبيعة وسائل الاتصال التي تسود في فترة من الفترات هي التي تكون المجتمعات أكثر مما يكونها مضمون الرسائل الاتصالية ، (أي لفهم بنية وتركيبة المجتمع وكيفية علاجه لمشاكله فإن نوع الوسيلة السائدة كفيلة للإجابة) ، أي أنه وبدون فهم للأسلوب الذي تعمل بمقتضاه وسائل الإعلام لن نستطيع فهم التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تطرأ على المجتمعات ، فأي وسيلة كما رأى ماكلوهان هي امتداد للإنسان تأثر على طريقة تفكيره وسلوكه، فكاميرا التلفزيون تمد أعيننا والميكروفون يمد آذاننا والآلات الحاسبة توفر بعض أوجه النشاط العقلي للإنسان .
باختصار ماكلوهان يعتقد أن كل حقبة بشرية تستمد شخصيتها من الوسيلة الإعلامية المتاحة ذلك أن عصر الالكترونيات حل محل عصر الطباعة ، وأن الوسائل الالكترونية جعلت الاتصال سريعا لدرجة أن الشعوب وعلى اختلاف مواقعها في العالم تنصهر في بوتقة واحدة ، وتشارك بشكل عميق في حياة الآخرين والتنمية هي أن الوسائل الاليكترونية تقضي على الحياة الفردية والقومية وتنمي مجتمع عالمي جديد.
وقد قام مالكوهان بتقسيم تطور الاتصال الإنساني إلى أربع مراحل هي:
ا- المرحلة الشفهية: وهي مرحلة ما قبل التعلم التي اعتمدت على الاتصال الشفهي واستغرقت معظم تاريخ البشرية.
ب- مرحلة الكتابة: وقد ظهرت في اليونان القديمة واستمرت ألف سنة.
ج- مرحلة الطباعة: بدأت من 1500 م إلى سنة 1900 م تقريبا.
د- مرحلة الوسائل الالكترونية: بدأت منذ القرن العشرين إلى وقتنا الحاضر.
وعموما فماكلوهان من خلال تقسيماته هذه اعتبر أن وسائل الاتصال الالكترونية غيرت توزيع الإدراك الحسي أو كما يسميه "نسب استخدام الحواس" فامتداد أي حاسة يعدل من طريقة تفكيرنا وإدراكنا للعالم من حولنا وتصرفاتنا بوصفنا أفراد فيه ، زيادة على ذالك فالفكرة الأساسية التي روجت لنظريته هذه هي اعتقاده السياسي بأن وسائل الإعلام الالكترونية حولت العالم إلى قرية عالمية تتصل جميع أجزاءها ، وأن هذه الوسائل الالكترونية ستعيد الإنسانية إلى الحياة القبلية أو مرحلة الشفهي أين سادت الحضارة الحسية و الاتصال القائم على الحواس بدل المطبوع.
ب - الوسيلة هي الرسالة:
أي أن طبيعة كل وسيلة و ليس مضمونها هو الأساس في تشكيل المجتمعات ، و حسب مالكوهان فإن الرسالة أساسية في التلفزيون هي التلفزيون نفسها ، كما أن الرسالة الأساسية في الكتاب هي المطبوع ، فالمضمون غير مهم بل المهم هو الوسيلة التي تنقل المضمون على اعتبار أن لكل وسيلة جمهور معين يفوق حبه لهذه الوسيلة اهتمامه بمضمونها و هو يتكيف مع ما تعرضه الوسيلة بخصائصها و مميزاتها المختلفة ، حيث أنه كما يحب الناس القراءة من اجل الاستمتاع بتجربة المطبوع فإنهم يحبون التلفزيون بسبب الشاشة التي تعرض الصور و الصوت و الحركة و الألوان.
كما أن مالكوهان قد اعتقد أن بناء الوسيلة ذاتها مسؤول عن نواحي القصور فيها و مسؤول عن قدرتها في إيصال المضمون بالشكل الملائم ، فهناك وسيلة أفضل من وسيلة أخرى في إثارة التجربة أو مضمون معين كما الحال مثلا في نقل وقائع مباراة كرة القدم التي تكون أفضل في التلفزيون منها في الراديو أو الجريدة حتى و لو كانت رديئة ، أي أنه لكل سياسة تكنولوجيا خصائص معينة تجعلها الأفضل في إثارة قضايا و مواضع محددة.
ج - وسائل الاتصال الساخنة ووسائل الاتصال الباردة:
لقد ابتكر مالكلوهان من خلال نظريته مصطلحين يعتبران مفتاح رئيسي لأفكاره هما(الساخن و البارد) ليصف بهما بناء وسيلة الاتصال أو التجربة التي يتم نقلها ، و كلمة بارد عند مالكوهان تستخدم في وقتنا الحاضر لتعني ما اعتدنا على انه ساخن في الماضي ، و يقصد بالوسائل الباردة تلك التي تتطلب من المستقبل جهدا ايجابيا في المشاركة و المعايشة و الاندماج فيها ، أي أن مالكوهان هنا صب اهتمامه بالقدرة على التخيل الذي يعتبر جوهر فكرته عن الساخن و البارد، فالوسيلة الساخنة هي الوسيلة التي لا تحافظ على استخدام التوازن في الحواس أو الوسيلة التي تقدم المعنى مصطنعا و جاهزا مما يقلل احتياج الفرد إلى التخيل أما الوسيلة الباردة فهي التي تحافظ على التوازن في حواس الإنسان و تثير خياله باستمرار.
و ماكلوهان بمفهومه حول الساخن و البارد رأى أن الوسائل المطبوعة و الراديو وسائل ساخنة لأنها تعتمد على استخدام حاسة واحدة و لا تحتاج سوى لقدر بسيط من الخيال، في حين يرى السينما و التلفزيون من الوسائل الباردة التي تحتاج لممارسة واسعة و جهد كبير من التخيل من قبل الجمهور، (أي أن الوسائل الساخنة و التجربة الساخنة درجة وضوحها مرتفعة أو هي اقرب الأشياء الطبيعية فهي على درجة كبيرة من الفردية ، كما أنها تحوي قدرا كبيرا من المعلومات المطلوبة ، في حين أن الوسائل الباردة درجة وضوحها منخفضة و المعلومات التي تنقلها قليلة و تحتاج لمساهمة كبيرة من قبل الجمهور للفهم و استكمال التجربة أو المضمون).
و في هذا الشأن يرى ماكلوهان أن الوسائل الباردة تحتاج لقدر كبير من مساهمة الجمهور مثل التلفزيون الذي يرفض الشخصيات الساخنة أكثر من الصحافة التي تعتبر وسيلة ساخنة ، فلو كان التلفزيون يقول ماكلوهان موجود على نطاق واسع خلال حكم هتلر و موسوليني لساعد ذالك على اختفائها بسرعة.
*بصفة عامة ماكلوهان في أفكار نظريته و الحتمية التكنولوجية التي طرحها رأى أن مد جهازنا العصبي سوف يمكن الإنسان من إدماج البشرية كلها داخله ، وان الوسائل الالكترونية سوف تجعلنا نعود للترابط مرة أخرى حيث يعود الفرد إلى التجارب الجماعية و الثقافة الشفهية ، و سوف يشجع المساهمة و النشاط بدل الانسحاب و العزلة و العمل و الإنتاج بدلا من الاقتصار على التفكير*
- الموضوع 3
الموضوع 3
3 - الانتقادات الموجهة لنظرية مارشال ماكلوهان:
أ - قام ريتشارد بلاك بتنفيذ رؤية ماكلوهان حول القرية العالمية ، و اعتقد أن هذه القرية لم تعد تناسب العصر و خاصة مع بداية التسعينات أين استمر العالم في التطور التكنولوجي الذي أشار له ماكلوهان في الستينات ، مما أدى إلى تحطيم القرية الكونية ليصبح العالم اليوم اقرب أن يكون بناية ضخمة تضم عشرات الشقق السكينة ، غير أن كل ساكن يعيش في عزلة عن بقية جيرانه و فردا نية في الحياة دون تأثير في جيرانه أو تأثر بهم.
ب - إن التطورات المسارعة لتكنولوجيا الاتصال جعلها وسائل تخاطب الأفراد و تلبي حاجاتهم و رغباتهم الذاتية (نظرية الاستخدامات و الاشباعات ) ، مما أدى إلى غياب تطور الثقافة العالمية و الاندماج الثقافي بين الشعوب الذي زعمه ماكلوهان في القرية الكونية التي تحدث عنها ، ليحل محلها المقاطعات المنعزلة التي يستخدم فيها كل فرد وسيلته الخاصة و بالتالي تزداد فيها الفروقات و التمايزات بين أفرادها عوض الاندماج في امة واحدة ، أو كما يعرف حاليا بظاهرة العولمة.
- الموضوع 4