سيرورة الانتقال من الجنوح والانحراف إلي الفعل الاجرامي

قبل التطرق و الحديث عن الفعل الإجرامي وكيفية حدوث سيرورته لابد من الإشارة إلي الحالة العادية التي يمر بها كل فرد (طفل) خلال مسار نموه العادي أي قبل وصوله إلي الانحراف والوضعية الإجرامية.

 في الحالة العادية :

عادة يتكون الوسط أو المحيط الطبيعي الذي يترعرع فيه الفرد وتتأسس فيه معالم شخصيته من3 مستويات هي : الوسط العائلي – المدرسي – الاجتماعي (المجتمع

مخطط يوضع الحالة العادية

اذن من اجل نمو الطفل نموا طبيعيا يحتاج إلي 3 مستوايات منها المحيط العائلي الذي يكون وسط يسوده الاطمئنان والراحة والرعاية عن طريق اتباع أساليب تنشئية تربوية صحيحة وملائمة مع قدرات الأطفال العقلية والجسمية والنفسية لان هذا الأخير يلعب دور كبير في تكوين و تشكيل شخصية الطفل وتوجهاته السلوكية اضافة لدور المدرسة التي تعتبر ثاني المؤسسات التربوية والتنشئية للطفل بعد الأسرة و هذا من اجل غرس قيم والمبادئ والعادات والتقاليد المجتمع ثم يأتي دور الشارع(المجتمع ) والذي يعتبر محطة تكميلية لكلي المؤسستين (الآسرة والمدرسة) لان الطفل يلعب في الشارع مع رفاقه وعند خروجه من البيت متوجها نحو المدرسة يصطدم بالشارع الذي يكتسب من خلاله لنماط سلوكية جديدة خاصة في مرحلة المراهقة وتكون لديه توجهات جديدة( مع الرقابة الولدية)

في حالة انحراف الفرد (الجنوح)

نجد في هذه الحالة نفس المستويات (العائلية – المدرسة – المجتمع) لكن علي مستوي المحيط العائلي(يوجد خلل) ,الأسرة تلعب الدور السلبي (تكون بطريقة خاطئة عن طريق أساليب المعاملة التي تتبناها ) او تكون غير موجودة (سواء غياب معنوي أوحقيقي) .وهذا الخلل الموجود في الأسرة ينعكس او يعيق دور باقي المؤسسات المساهمة في تنشئة الطفل وبتالي في هذه الحالة لا نتكلم عن التنشئة الاجتماعية بل علي التيار المنحرف وحتي الإجرامي الذي يسلكه الفرد لاحقا.

مخطط يوضح في حالة الانحراف(جنوح الأحداث)

عندما لا تلعب الأسرة دورها بطريقة إيجابية او تكون غير موجودة سواء كان (غياب معنوي او حقيقي ) فان هذا سينعكس سلبا علي شخصية الطفل وسلوكاته المستقبلية مما يجعل الطفل (المراهق) لا يخضع لقوانين الأسرة ويرفض السلطة الأبوية باعتبارها تمثل نموذج سلبي وبالتالي هنا الطفل يصبح لا يمتثل لقوانين المدرسة وعليه يتمرد علي القوانين المجتمع

رفض السلطة ⇄ يؤدي إلي رفض النظام

الأبوية (أسرية) ⇄ الاجتماعي

عملية العبور إلى الفعل الإجرامي

إن عملية المرور إلي الفعل تعتبر من الأزمات التي يمر الفرد بها في مرحلة المراهقة لان أزمة المراهقة تتميز بعرضين أساسين هما: أزمة الميل الاكتئابي – أزمة المرور إلي الفعل أضافه إلي الأزمات الأخري

  1. أزمة الميل الاكتئابي :

    حيث يعيش الطفل المراهق مرحلتين متناقضتين في نفس الوقت هي فرحة الخروج من الطفولة إلي عالم الرشد و في نفس الوقت الخوف من هذا العالم الجديد ,عالم النضج أي انه يعبر عن الخوف المؤلم من الطفولة والفراق مع المواضيع الأولي للحب الوالدي دون فقدانهم فحسب E.Kestemberg "انه البعد بين البحث النرجسي لمثالية ألانا و صورة الذات الذي يؤدي إلي فساد حب الذات والاكتئاب"

  2. أزمة المرور إلي الفعل :

    إن تكرار وسهولة المرور إلي الفعل عند المراهق مرتبطة بالصعوبة التي يبديها لعقلنة صراعاته الشئ الذي لا يستطيع التعبير عنه بالكلام سيخرجه في الفعل مباشرة وهذا يعتبر فعال لتخلص من الألم الداخلي لفترة من الزمن وهذا يفسر الانفجارات الطبيعية الاندفاعية العدوانية الغيرية أوالذاتية (الفرار أو الافعال الجانحة) واكلينيكا عادة ما نميز عدة عناصر(مظاهر) خاصة بالمرور إلي الفعل هي الغضب الشديد – السرقة- الهروب – التشرد- المخدرات.........الخ. (B.Bensmail.1994.P186)

 وعليه من اجل فهم كيفية حدوث سيرورة الانتقال إلى الفعل الإجرامي لابد من التطرق والاطلاع علي الدراسات النظرية التي اهتمت بالفعل الإجرامي l'acte criminel النظريات التي اهتمت بردت الفعل لاإجتماعي réaction social .

مخطط يوضح سيرورة العبور للفعل الإحرامي.

إن عملية المرور إلي الفعل الإحرامي تتم وفق ثلاث مراحل هي :

  1. المرحلة التحضيرية: وفيها يحضر المجرم الخطة لتنفيذ العملية الإحرامية المراد القيام يبها و تكون بين المجرم و الضحية حيث تكون الدراسة دقيقة ومحكمة تدور حول المعطيات الخاصة بالضحية

  2. مرحلة العبور إلي الفعل : هي مرحلة ألتهيأ للفعل الإحرامي مع توفير كل اللوازم الخاصة بتنفيذ العملية بطريقة محكمة ي هي المرحلة التي تجعل المجرم اكثر إجرام (نظرية الحواجز).

  3. المرحلة التنفيذية : هي المرحلة التي يقوم الفرد فيها بعمله الإحرامي مع استغلال الظروف التي تسهل له تنفيذ الخطة معتمدا علي المعطيات الخاصة بالضحية التي تسهل له العملية مثل سن الضحية – الوظيفة -....الخ

كما هو موضح في المخطط التالي :

صورة