Conclusion

يعتبر الفرد كفرد فاعل في المجتمع له أدوار يقوم بها لتحسين وتطوير مجتمعه وهذا لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق القواعد والقوانين التي يحددها المجتمع لأفراده كي لا يخرجوا عن أطرها ومحددتها وذلك باعتبار أن لكل فرد مركزه الاجتماعي الذي يحكمه ويضبط سلوكاته ضمن جملة من المعايير الاجتماعية بحيث أن كل من يقوم بسلوك لا يتفق وهذه المعايير يعتبر سلوكا منحرفا.

لذلك فإن ظاهرتي الجنوح و الانحراف تعد من المعوقات الوظيفية للنسق الاجتماعي حيث تتضح خطورتها وأهمية دراستها من خلال تعدد الجوانب المرتبطة بها خاصة إذا تعلق الأمر بالأطفال (المراهقين) الذين لم يبلغوا سن الرشد وتورطوا في قضايا منافية للعرف والمعايير والأخلاق والقانون حيث أصبحت ظاهرة الانحراف وحتى إجرام هؤلاء الأحداث (المراهقين المنحرفين) مشكلة اجتماعية خطيرة سواء تعلق الأمر بالحدث نفسه أو المجتمع المحيط به، فهو يشكل خطرا على نفسه عندما يتعرض لمقاومة المجتمع والأسرة وعند عدم تقبل سلوكاته، الشيء الذي يعرضه لمشكلات نفسية وسلوكية خطيرة تزيد من إحباطه وشعوره بعدم التقبل من طرف آخرين وهو خطير على المجتمع لأنه أصبح يشكل مصدرا للقلق والاضطراب لمؤسسات المجتمع وأفراده كما تتمثل خطورة هذه الظاهرة في عدم قدرة الحدث على إقامة علاقات سلمية مع الغير أيضا لإحساسه الدائم بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه من طرف جماعته الأولية (الأسرة) أو المجتمع بصفة عامة لأنهما من الظواهر الاجتماعية (انحراف-جريمة) التي تهدد استقرار النظم الاجتماعية وكذلك حياة الأفراد الشخصية حيث تعكس مجموعة اختلالات التي تحدث على مستوى الأبنية والوظائف الاجتماعية خاصة داخل الأسرة.