النظريات المفسرة للجنوح
يوجد عدة نظريات مفسرة للجنوح نذكر منا ما يلي:
النظرية البيولوجية :
يرى أصحاب هذه النظرية أن العامل الفيزيقي هو العامل الأساسي في الجنوح، فهم يرون أن هناك خصائص جسمية ،وسمات شخصية، وجنيات وراثية معينة تميز المنحرفين فهم في رأيهم يتميزون بقصر القامة و جاه ضيقة ، و أذان كبيرة ، وأيدي طويلة، وكثافة شعر أجسامهم ، ويرى البعض منهم أن معظم المنحرفين يعانون من مرض الديسليكسيا، وهو صعوبة القراءة ) كما تجدر الإشارة هنا إلى أن كثيرا من هؤلاء الأطفال قد يتمتعون بمستوى طبيعي من الذكاء، بل قد يكونوا في غاية الذكاء ولكن يحتاجون إلى طريقة خاصة في التعليم، وهذا يعني أن وجود نسبة من المجرمين الذين يعانون من هذا المرض لا يرجع إلى هذا المرض بقدر ما يرجع إلى الضغوط النفسية و الاجتماعية التي يعاني منها الطفل المريض بهذا المرض. نقلا عن « صفر الحلبي، 2000 »
_ويعتبر ( لمبروزو) رائد هذا الاتجاه حيث يرى أن المجرم يتميز بتركيب جسدي واضح يرجع في تكوينه إلى المراحل الدنيا من مراحل تطور الجنس البشري وهذا يؤدي إلى تكوين شخصية إجرامية فطرية ، أي أن صاحب هذه الشخصية يكون مجرما بالولادة. كما يفسر لمبروزو الجريمة على أنها استعداد بهيمي موروث يدفع الفرد إلى ارتكاب الجريمة بحتمية بيولوجية لا تقاوم وتقف الظروف الاجتماعية والبيئية الجيدة التي يعيش فيها المجرم المطبوع عاجزا عن أي تعديل حتمية السلوك الإجرامي وارتكاب الجرائم "
يمكن استنتاج مما سبق ذكره أن النظرية البيولوجية في تفسير الجنوح ركزت على:
عامل الوراثة ووراثة الجنيات التي تنقل السلوك الجانح .
ركزت على صفات وخصائص جسمية يتم من خلالها تحديد طبيعة سلوك الفرد والتنبؤ بإمكانية وقوعه في الجنوح.
تحدث عن مرض (الدسليكسيا الذي يؤثر على القدرات القرائية لدى الفرد وبالتالي يشكل له اضطرابات نفسية نتيجة لعدم القدرة على التمييز بين الحروف والشعور بالدونية والاضطراب نفسي والقيام بالفوضى كوسيلة تعويضية بالمدرسة لجلب الانتباه.
وعلى الرغم من أنها كانت أول بادرة علمية فتحت الباب أمام تفسير الجريمة والجنوح إلا أنها تعتبر نظرية قديمة بالإضافة إلى إهمالها تأثير وفاعلية العوامل الأخرى في تكوين وسلوك الفرد الجانح الذي يحدث نتيجة من العوامل أو الظروف كوفاة أحد الوالدين أو الفقر والصحة الضعيفة أو إدمان الأب على المخدرات أو انشغال الأم في عمل الخارج يحدث تفكك الأسري. [5][1].[2][1]
النظرية النفسية:
يمكن تعريف و الأحداث حسب المنظور النفسي بأنه "سلوك غير اجتماعي أو مضاد للمجتمع يقوم على عدم التوافق والصراع بين الفرد ونفسه وبين الفرد والجماعة بشرط أن يكون الصراع والسلوك للاإجتماعي سمة اتجاها نفسية اجتماعيا تقوم عليه شخصية الحدث المنحرف وتستند إليه في التفاعل مع أغلب مواقف حياته وأحداثها والا كان هذا السلوك حدثا سطحية عارضا يزول بزوال أسبابه،حيث سلط التحليل النفسي الضوء على دوافع الجانح حيث نجد كل من:
حسب سيجمون فرويد:
- إن الجنوح حسب علماء التحليل النفسي ناتج من الرغبات والغرائز غير المشبعة التي تكبت داخل النفس البشرية وعندما تكون هذه الرغبة في حالة صراع فإن السلوك الشاذ بما في ذلك الجنوح ربما يكون نتيجة لذلك ، فالرغبة الجنسية المكبوتة مثلا ربما يشبعا الفرد بطريقة غير مباشرة عن طريق نشاط بديل وممنوع مثل السرقة.
- وأيضا كراهية الفرد المستمرة نحو الأب ربما يعبر عنها بانحراف عام نحو السلطة كذلك فإن الشعور بالنقص قد يعبر عنه بالتعويض من خلال العمل الإجرامي ينطلق علماء النفس في تفسيرهم للإحراف من محاولة تحليل السلوك الانحرافي من خلال البعد الذاتي للشخصية المنحرفة وهم لا يهتمون به كظاهرة اجتماعيه.
- وحسب أصحاب هذا الاتجاه فإن شخصية المنحرف ضعيفة لا تمكنه من إدراك الواقع وتجعله أداة سهلة لتنفيذ الرغبات، وكذا فقدانه القدرة على التوفيق بين الدوافع الفطرية ومتطلبات الواقع، حيث يفقد القدرة على ضبط التعبير والتحكم في هذه الدوافع.
كما يذهب الاتجاه السيكولوجي إلى تقسيم النفس البشرية في الجهاز النفسي) إلقوى ثلاثة هي الجانب الشهواني آلـ ( هو ) والجانب الاجتماعي ( ألأنا) والجانب المثالي ( الأنا الأعلى ) ( الضمير والوجدان ) ويتوقف مصير الفرد على نتيجة النزاع المحتدم بين قواه ال النفسية الثلاثة السالفة الذكر ,وفي الأخير نقول إن الاتجاه السيكولوجي لخض فهم الظاهرة الجنوحية في وجود صراع نفسي ناتج عن الكبت وقد اعتبرت الجريمة.تعبيرا عن طاقة غريزية كامنة في اللاشعور تبحث عن مخرج وهي مقبولة اجتماعيا ومن هنا يمكن القول ان نظرية التحليل النفسي لم تعطي للفعل الجانح (الجريمة) أهمية كبرى بل أعطته قيمة رمزية وعرضية وحسبها ان هذا السلوك هو العبير المباشر عن الحاجات الغريزية والتعبير الرمزي عن الرغبات آلمكبوتة أو هو نتاج عن أنا غير متكيف بين.
كما يفسر ادلر: "الانحراف السلوكي استنادا إلى وجود عقدة النقص ومحاولة إثبات
الذات عبر إشباع الرغبات الاستعلائية والاستعراضية التي يتصرف الأحداث بمقتضاها، وتكمن العوامل النفسية في الاضطرابات النفسية المتمثلة في الإخلالات الغريزية والعواطف المنحرفة، والعقد النفسية، والأمراض النفسية، والتخلف النفسي (السايكوباثية )"
حسب" دانيال لاغاش " ( (D. Lagache:تناول "لاغاش " الجانح من ناحيتين:
- شخصية وخصائص والسلوك العدواني للجانح کسيمة أساسية للجنوح.
- دراسة شخصية الجانح من خلال تسليط الضوء على اضطرابات ألتماهي والتنشئة الاجتماعية(socialisation)
إن اضطرابات ألتماهي تتخذ طابع الفشل في إقامة علاقات أولية إيجابية مع الأم في البداية، وبعد ذلك مع باقي أفراد الأسرة، إنه اضطراب يقف وراء معظم سمات شخصية المجرم "التمركز حول الذات".(Egocentrisme)
إن سمات شخصية المجرم ناتجة عن فشل في إقامة العلاقات الإيجابية وتلك الصفات يمكن اختصارها في نفي الآخر والقيم العامة، يطبع الجانح علاقاته بطابع العداء والصراع والاضطهاد والميل إلى التسلط متباهيا بشكل بطولي مع جماعة جانحة. ويعتبر العدوان سمة أساسية وهو استجابة حرية للدخول في علاقة. إن هذه العدوانية مرتبطة بالنرجسية، فهي علاقة سيطرة وخضوع، أي أنها علاقة سادو-مازوشية، ومعظم الأفعال الجانحة ذات طابع سحري أي الشعور بالإثارة والجبروت الذي يجعل الجانح يحس بالتدمير كضرورة .[1][2][1] [1][2][1]
حسب " جاك لاكان" (J.Lacan):
يرى " لأكان " أن السلوك الجانح حوار عنيف، محاولة للدخول في علاقة مع الآخر، محاولة لانتزاع اعتراف به كما لو أنه ذو قيمة، ولا يهم أن تكون تلك القيمة سلبية أو إيجابية ليحس بأن له وجودا في حين يجابه بخطر العدم (اللاوجود) دون ذلك.
إن هذه النظرة توضح أن السلوك الجانح ليس عبثيا أو مجانيا إنه نداء استغاثة يحاول بلوغ غايته عن طريق خطأ عن طريق الإخضاع. لم يبلغ هذا التحليل غايته للتركيز على أحد قطبي العلاقة أي على الجانح دون القطب الآخر، يبقي التحليل ناقصا حيث لم تتم دراسة القطب الآخر (الأم، الأب، أحد أفراد الأسرة، الزوج، الجماعة ... إلخ.).
. وقد أكد التحليل النفسي الحديث أن الأب يسقط على الجانح رغباته ومخاوفه ويدفعه إلى تحقيقها، كما هو الحال بالنسبة للام التي تنمي في ابنها إنسانية مفرطة وازدراء وتغليبا للنرجسية على حساب الالتزام اتجاه المجتمع والآخرين، مدفوعة برغبتها في التعويض عن الحرمان الذي تعرضت له في طفولتها مما يجعله ينشأ انتهازيا أنانيا جانحا. [6][1].[2][3][3] [1]
النظرية السلوكية:
أصحاب هذا الاتجاه يعتبرون أن معظم السلوك هو نتيجة لتعلم سابق ولهذا، فإنهم مهتمون بمعرفة كيف ولماذا يحدث التعلم، ترى هذه النظرية أن الفرد في نموه يكتسب السلوك السوي أو غير السوي " عن طريق عملية التعلم ، وتقوم هذه النظرية السلوكية بتفسير السلوك الإنساني من خلال عملية التعلم كما حددها (میلر) في أربعة مفاهيم من خلال عملية التعلم وهي: ( الحوافز ، المؤثر ، الاستجابة ، التعزيز).
وقد أشار« باندورا »
أن القضية الرئيسية في الجنوح هي تعلم أنماط السلوك غير القانونية وعدم تنمية السمات الشخصية اللاشعورية ، ويؤكد أن الجنوح نتيجة للعوامل الآتية:
أ-التعلم سواء من خلال الخبرات المباشرة أو من خلال الذين يظهرون هذا السلوك. ب ب-التعزيز حيث يتأثر السلوك الصادر من الجانحين بالعوامل البيئية والتي تشتمل على كل من الفرصة لإتيان هذا الفعل الجانح، والحاجات والدوافع التي تعزز هذا السلوك، والسلوك الإنساني متعلم عن طريق الملاحظة والمحاكاة من خلال تفاعل الفرد مع بيئته والجنوح سلوك تتوقف استمراريته على نوعية نتائجه وعلى ثبات العوامل المؤدية إلى ظهوره والدوافع الأصلية تكمن في السلوك نفسه وفي البيئة المحيطة به"
يمكن تلخيص من النظرية السلوكية في تفسيرها للجنوح على أنه ناجم عن:
التعلم من خلال الاحتكاك المباشر وغير المباشر.
تعزيز السلوك عن طريق العوامل البيئية .
الجنوح متعلم عن طريق الملاحظة.
الجنوح راجع إلى الحاجات والدوافع الخاصة بالفرد ومن خلال تفاعله مع البيئة المحيطة. وعلى الرغم أن النظرية أعطت ميزة مهمة جدا متمثلة في تقليد السلوك كن طريق عملية التعلم و الملاحظة وأظهرت ما للبيئة الاجتماعية من تأخير على سلوك الفرد إلا أنها أغفلت جانب العقل الإنساني في التمييز بين ما هو سلوك إيجابي آو ما هو سلبي أو إن طبيعة سلوك المتعلم كانت بطريقة إرادية
الاتجاه الاجتماعي:
باعتبار ان الجنوح تمثل ظاهرة اجتماعية ونتائجه تمس الفرد والمجتمع على حد السواء، نجد العديد من علماء الاجتماع لهم تفسيرات لها، ومن بين تلك التفسيرات مايلي:
نظرية العوامل السائدة (Les Facteurs Predominants)
طريقة " العوامل السائدة " كانت أولى المحاولات التفسير ظاهرة الجنوح اجتماعيا، وهي تتمثل في: القيام بإحصائيات عن السلوك الجانح ثم تحليل هذه الإحصائيات من خلال دراسة ارتباطها بالمتغيرات المختلفة التي تلازمه أو التي يحدث في إطارها (حالة السكن، تماسك الأسرة، المستوى الاقتصادي، الحالة التعليمية، الحالة الصحية... الخ) وذلك استنادا للمعطيات الأولية التي جمعها الباحث عن الظاهرة وما يحيط بها واستخلاص العوامل التي تلازم ظهور السلوك الجانح بدرجة كافية من التواتر. هذا التلازم يعبر عنه عادة بشكل رقمي ومعامل ارتباط (كميا وكيفيا) حيث يعتبر هذا التلازم دليلا على علاقة سببية، هذه العلاقة تزداد كلما ارتفعت نسبة التلازم، حيث يعتبر الباحث أن العوامل التي لها أعلى درجة تلازم مع السلوك الجانح هي أسباب لهذا السلوك، ثم يرتبها في قائمة اسمها "العوامل السائدة".
نظرية الترابط الفارقي ( Les Associations Differentielles ):
نتيجة لكون العالم الاجتماعي الأمريكي "ساذرلاند " (E.Sutherland ) لم يكن مقتنعا بالدراسات التي تستخدم طريقة " العوامل السائدة " على أساس عدم نوعيتها، كما كان يعتقد على العكس من ذلك، فقد ارتأی أن التفسير النوعي للسلوك ممكن، وذلك من خلال الدراسة المنطقية للتوجه نحو الانحراف أو ممارسته، وهي ميكانيزمات ذات طابع عام يشترك فيها كل الجانحين (فقراء، أغنياء، ريفيون، حضريون، مستقرون عاطفيا أو مضطربون)، وقد قام بالبحث في هذه الأوليات من خلال إدماج البعد التاريخي النشوئي بالبعد الموضعي الديناميكي (أي العوامل المؤثرة في الوضعية الحالية).
كامنة في مركب الشخص - الموقف، وأن أهمية الموقف تتعلق بدرجة توفير فرص للفعل الإجرامي مع ملاحظة أن تحديد الموقف أمر يتوقف على الشخص المتضمن فيه، وفوق ذلك فإن الأحداث المتضمنة في مركب الموقف
إلا إذا وجد الموقف الملائم له كما يحدده الشخص ذاته ،فالموقف مرتبط بالشخص، فموقف واحد يمكن أن يؤدي إلى ارتكاب شخص ما جنحة أو جريمة، ولكنه لا يؤدي بشخص آخر إلى نفس الفعل.
ويرى بتأثير سلوكية " واسطن " (Watson) أن السلوك الجانح كله متعلم ناتج عن تأثيرات خارجية من الجماعة الجانحة التي ينتمي إليها الجانح والدوافع الذاتية ليس لها دور كبير في إحداثه. كما وأنه وبتأثير نظرية الصراع الثقافي ل " سيلان " ( Selin ) والتي مفادها أن السلوك الجانح ناتج عن التعارض بين معايير الجماعة التي ينشأ فيها الفرد، ومعايير المجتمع الكلي. يرى أن الشخص يصبح جانحا عندما تغلب على سلوكياته المعايير الجانحة في الجماعة التي ينتمي إليها ضد معايير المجتمع الكلي المتكيف. وقد قدم " ساذرلاند " نظريته في الاختلاط التفاضلي في شكل تسعة مبادئ بناها بشكل هرمي كل مبدأ يبني على سابقه ويستند إليه وهذه المبادئ هي:
* السلوك الجانح سلوك متعلم وليس وراثيا، ذلك أن من لم يتدرب على الجريمة لا يبتدعها ابتداعا.
* يتعلم السلوك الجماعي عن طريق الاتصال الاجتماعي يحدث هذا الاتصال عن طريق الحديث أو الإشارة أو الحركات او من خلال القدوة والمثال.
* يتم تعلم السلوك الجانح ضمن جماعة محصورة بشكل جماعي تتميز بالعلاقات المباشرة والشخصية، ولا تلعب وسائل الإعلام إلا دورا ثانويا في تعلمه.و يتضمن تعلم السلوك الجانح
تعلم تقنيات القيام بالجنح.
توجيه الدوافع والميول والاتجاهات نحو الانحراف الجنوح".
* يكتسب الفرد اتجاهاته الخاصة وميوله من الأشخاص المحيطين به، فقد يحاط بأشخاص يرون ضرورة المحافظة على قواعد القانون أو بأشخاص لا يرون داعيا لمراعاة القانون، بل يحبذون انتهاكه. فمن هذا النمط الأخير الذي يحيط به يتعلم الفرد اتجاهاته الخاصة ودوافعه وميوله نحو المجتمع.
* يتحول الفرد إلى جانح أو مجرم عندما ترجح عنده كفة الآراء والميول والاتجاهات والرغبات التي حبذ مراعاة قواعده، وهذا هو مبدأ الاختلاط التفاضلي، حيث تصبح علاقته بالأنماط الجانحة أكثر وثوقا وعزلته عن الأنماط المعادية للجنوح أكثر رسوخا.
* العلاقة بالسلوك الجانح أو بالسلوك المعادي للجنوح تعمل تفاضليا بالاعتماد على أربع عمليات هي:
التكرار، الاستمرارية، الأسبقية والعمق (الشدة). فالتكرار معناه تعرض الفرد للموقف أكثر من مرة واحدة، أما الاستمرارية فتعني الاتصال بالموقف لمدة زمنية طويلة نسبيا حيث أن الاستجابة لنفس الأنماط السلوكية تكون أكثر احتمالا كلما تكرر الاتصال بها. التدريب على السلوك الجانح أو التوجه له و الانخراط فيه لا يتم، كما يذهب " غابربال تارد " (G.Tard ) ، وإنما يتم من خلال ميكانيزمات التعلم العادية. بالرغم من أن السلوك الجانح يعبر عن حاجات وقيم عامة إلا أنه لا يفسر من خلالها لأن السلوك السوي كذلك يعبر عن نفس الحاجات والقيم العامة كالحصول على المال مثلا، فالسارق يسرق للحصول على المال والعامل يعمل كذلك لنفس الغرض.
نظرية " روبرت مارتون " ( R.Merton ):
يذهب " مارتون " إلى أن المجتمع يضغط على أفراده لرفع طموحهم إلى درجة لا تتماشى والإمكانيات المتوفرة مما يؤدي إلى السلوك المنحرف أو الجانح. هذا الوضع تتميز به غالبية المجتمعات الكبيرة المعاصرة حيث وصفها " مارتون " بالخصائص التالية:
* الرغبة الجامحة لجمع المال بكل الطرق وعلى مستوى جميع الطبقات الاجتماعية.
* عدم إيمان الطبقات المحرومة بعدالة القانون لتحقيق أهدافها في الحياة. / لجوء هذه الطبقات إلى غير القانون بديلا عن الحاجة.
ويتبنى الطالب الباحث مبدأ العلاقة الشخص موقف"، للقول بان الخصائص الفردية للشخص هي ما تجعله يرتكب جنحة أو جريمة كردة فعل لمؤثر خارجي، لذلك فحسب مقاربة "ساذرلاند" فان الجنوح مرهون بشخصية الفرد وكذا الموقف الذي يواجهه.
بالإضافة إلى وجود نظريات اخزي كالنظرية الاقتصادية والبيئية والتكاملية التي تختلف تفسيراتها للسلوك الجانح والجنوح [ 7[4]][1]