التعاريف:
نظرا لأهمية مصطلح الجنوح ولالتباس الذي يعتريه تناوله العلماء من مختلف التخصصات .
الجنوح:
1لغة:
يعني الميل أو الانحراف إلى جانب كما تعني الإثم والجانح هو المنحرف والآثم ويقال جنح جنوحا أو جانحا انحرف أو ارتكب إثما
وردت كلمة (جناح) في القرآن الكريم، وهي مصدر للفعل جنح، ولم ترد بلفظ (جنوح) إلا أن علماء اللغة اعتبروا (الجناح) و (الجنوح) مصدر للفعل (جنح)، كما وردت كلمة جناح في القرآن الكريم في قوله تعالى: ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاکر عليم). [البقرة:158]، وهنا جاءت بمعنى الإثم ) دلالة على معنى الكلمة.
-2 التعريف الاصطلاحي:
- تعرف رزق سند إبراهيم ليلى بأنه " تعرفه مستخدمة اصطلاح الجناح كمرادف للجنوح كما يلي" يشير الجانح في معناه الحرفي إلى التخلي عن واجب أو ارتكاب خطأ، ولا يعني بالضرورة ارتكاب جريمة ولكن اصطلاحا كثيرا ما يستخدم كمرادف للجريمة وخصوصا بالنسبة للجرائم غير الخطيرة أو التهم التي يرتكبها صغار السن.
- يعرفه Thirschi ترافيس هيرشي أنه « مجموعة الأفعال التي يؤدي اكتشافها إلى عقاب مرتكبها بواسطة قوى المجتمع الأكبر » [1][1].
- 3 مفهوم القانوني:
عبارة عن خرق بسيط للقانون الجنائي أو الأخلاقي وخاصة ما يحدث من هذا النمط من السلوك لدى الأطفال والمراهقين .
وعليه يمكن استخلاص المفهوم التالي: ( الجنوح هو ارتكاب فعل مخالف للقانون والآداب العامة وهو خروج عن ما هو متعارف عليه، مما ينتج عن إتيانه خرق لقواعد قانونية أو عرفية أو أخلاقية، ويترتب على هذا الفعل عقوبة تتوافق مع حجم الجنوح ).
يعرفه روبير لافون R.lafant " إنه تظاهرة جمعية تشمل مجموعة تحديات على قانون العقوبات" [1][1].[1]
-4 من الجانب النفسي:
« Lagache »
: أنه يوجد قطيعة في بنية العلاقات بين الفرد والوسط الذي ينتمي إليه فالجنوح عبارة عن نفاية الميولات العدوانية التي تتواجد بشكل عادي عند كل فرد ابتداء من الطفولة.
[2][1][2].
« Heuyer1969: »
أن الجنوح يغطي مجموعة تصرفات مختلفة ومتعددة كما قسمه مفهوم تضاهي، تفهمي، سلوكي.
Lemayو Maillaux: يعتبرون الجنوح ليس ظاهرة ذاتية ولكن تظاهرة سطحية لاضطراب متواجد في الشخصية يتوجب الكشف عنه،ـ وهو المنحى الذي اتبعه المختصين النفسانيين والعقليين، أن المشكل الحقيقي متواجد في الشخصية الجانحة. [3][1].[3]
تعريف الحدث :
1 لغة :
يعرف الحدث في اللغة العربية بأنه الفتي السن) ورجل حدث أي: شاب وكل فتى من الناس حدث، والأنثى خدته، وتقول العرب لمن لم يبلغ مبلغ الرجال: هو حدث أو حديث السن ، وقد ارتفع عن سن الحداثة إذا بلغ سن الرشد وصار في حد الرجال"
وفي قاموس المحيط يعرف ب" الشاب صغير السن جمعه أحداث من الحداثة عكس القدم، ونقول رجل حدث السن يعني أنه فتي [1] [1]
-2 مفهوم الحدث في الإسلام:
ميزت الشريعة الإسلامية بين الحدث البالغ من حيث المسئولية الجنائية تمييزا كاملا، وقد قسم فقهاء الشريعة الإسلامية مراحل النمو التي يجتازها الإنسان من ولادته حتى بلوغه إلى ثلاث مراحل هي:
مرحلة انعدام الإدراك: تبدأ منذ الولادة إلى سن السابعة من العمر، ويسمى الصبي غير المميز.
مرحلة الإدراك الضعيف أو الناقص: تبدأ من سن السابعة إلى ما قبل البلوغ وفي هذه المرحلة يكون الإدراك وحرية الإختيار لدى الصبي معيبة.
مرحلة الإدراك التام: تبدأ منذ بلوغه وفيها يكون الإنسان مدركة مختارة لتصرفاته، لذا يكون الإنسان مسئولا عن التصرفات غير المشروعة الصادرة منه" [1][1].
-3 المفهوم القانوني للحدث:
نصت الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل لسنة 1989 في مادتها الأولى أن الحدث هو كل من لم يبلغ 18 سنة من عمره و بالتالي فإن الاتفاقية لم تفرق بين المسؤولية الجزائية و المسؤولية المدنية.
أما في الجزائر يلاحظ أن المشرع حدد سن الرشد الجزائي ب:18 سنة و هو يختلف عن الرشد المدني الذي هو 19 سنة.
إذن الحدث هو الشخص الذي لم يبلغ سن الرشد المقرر قانونا أي 18 سنة بالنسبة لسن الرشد الجزائي .
-4الحدث في المفهوم النفسي و الاجتماعي:
"الحدث هو الشخص الصغير منذ ولادته وحتى يتم له النضج الاجتماعي والنفسي وتتكامل اله عناصر الرشد والإدراك
ويمكن استنتاج مما سبق ذكره ما يلي:
- الحدث هو ذلك الصبي صغير السن.
- الحدث هو الذي لم يبلغ سن الرشد المقرر قانونيا.
- هو ذلك الفتى عديم المسؤولية.
- هو ناقص الأهلية القانونية.
- وهو لا يميز بين الاختيارات المتعددة في الحياة.
وعليه يمكن تعريف الحدث على أنه في ذلك الفتى الصغير الذي لم يبلغ سن الرشد والتمييز و مسائلته قانونيا اجتماعيا لانعدام شرط البلوغ التام ).
ويعرفه كرين بارت: بانه( حالة تتوافر في الحدث كلما أظهر ميولا مضادة للمجتمع لدرجة خطيرة أو يمكن أن تجعله موضوعا لإجراء رسمي ). ويعرفه (ستالدون ويلنور) بأنه سوء التكيف الأحداث مع النظام الاجتماعي الذي يعيشون. [4][1].[4][1]
جنوح الأحداث:
يشير هذا المصطلح بصفة عامة إلى الجرائم والمخالفات التي يرتكبها الأطفال والمراهقين الذين لم يبلغوا سن الرشد تكون أعمارهم عموما تتراوح مآبين 13الى 18سنة
1- المفهوم القانوني لجنوح الأحداث:
لم يعني القانون في السابق بالحدث المنحرف، حيث لم يكن يهتم لما يتعرض له الحدث من مخاطر ما لم يتضمن ذلك اعتداءا مباشرا على أمن المجتمع وسلامته ولم يكن يهتم أيضا إذ كان السلوك الانحرافي الذي أتاه الحدث عارضا أو أصيلا في شخصيته، إلا أن التشريعات الحديثة نبذت هذه النظرة الضيقة للأحداث المنحرفين ووضعت بين أهدافها فكرة حماية المجتمع والحدث معا نقلا عن.
- إن مفهوم جنوح الأحداث يحمل نفس معنى السلوك الإجرامي لدى البالغ، والفرق بين السلوك الجانح والسلوك الإجرامي يتحدد حسب السن القانونية للمجتمع الذي يعيش فيه الفرد، ويتفق علماء الجريمة على أن الجريمة هي كل فعل يعاقب عليه القانون) ويمكن التمييز بين جرائم الأحداث وجرائم البالغين من الوجهة القانونية في النواحي التالية:
- من حيث السن القانونية وتقرير المسئولية الجنائية.
- من حيث منزلة الحدث الناشئة من صغر سنه وتقدير درجة مسئوليته أو تحديد هذه المسئولية وفقا لهذه المنزلة.
- الطريقة التي ينفذ بها القانون بعد إدانة الحدث والحكم عليه بالانحراف.
"جنوح الأحداث يقصد به كل سلوك يمارسه الحدث، ويعارض مصلحة المجتمع في زمان ومكان معينين، بصرف النظر عن هوية الفاعل وعن تقديمه للمحاكمة، وهو كل سلوك يمارسه الطفل أو شاب ينحرف به عن المعايير الاجتماعية السائدة، في المجتمع في زمن معين ويلحق الضرر بالحدث نفسه أو بمجتمعه" .و يعرفه منير العصرة بأنه: (موقف اجتماعي يخضع فيه صغير السن لعامل أو أكثر من العوامل ذات القوة السببية، مما يؤدي به إلى السلوك غير المتوافق أو يحتمل إلى أن يؤدي إليه)
من خلال هذه المفاهيم، يظهر أن الجنوح مرور إلى الفعل، سلوك، تفعيل، تفكير يكشف عن مميزات شخصية تلقت تنشئة اجتماعية خاطئة، جعلت الفرد (أي الجانح غير قادر على مواجهة القلق الداخلي و الخارجي بصفة سوية، بل يسلك طريقا منحرفا ومشوها لطرد ذلك القلق الداخلي و الخارجي.
و على هذا الأساس يتوجب توضيح بعض المفاهيم:
السلوك: رد فعل الفرد، في وسط و وحدة وقت معطى، لإثارة أو مجموعة من المنبهات.
التفعيل: مصطلح من مصطلحات التحليل النفسي، يدل على الأفعال التي تتخذ على الأغلب طابعا اندفاعيا يفترق نسبيا عن أنظمة الدوافع المعتادة للشخص، و يظل معزولا نسبيا عن مجرى نشاطاته، كما أنها تتخذ شكل عدوانية موجهة نحو الذات، أو نحو الغير. ويرى المحلل النفسي في انبثاق التفعيل دلالة على بروز المكبوت
المرور إلى الفعل؛ يدير الفرد صراعاته العاطفية أو عوامل القلق الداخلية أو الخارجية بالتصرف دون تفكير أو وضع اعتبار للنتائج السلبية لأفعاله. فالمرور إلى الفعل يعبر عن الأحاسيس، التمنيات أو النزوات بسلوكات غير مضبوطة و احتقار ظاهر للنتائج الاجتماعية أو الشخصية. هذا ما يحدث على العموم ردا الأحداث شخصية مع الأشخاص المعتمدين في حياة الفرد مثل الوالدين، علاقات السلطة، الأصدقاء أو الشركاء العاطفيين [1][1].