رقص الزقايري الشعبي

رقصة الزقايري

ينتشر في بعض ولايات الجنوب لاسيما وادي سوف فن الرقص الشعبي الرجالي المعروف بـ"الزقايري" الذي ضمِن أيضا استدامته من خلال فاعلية هذا العنصر التراثي الفني القادم من أزمنة سحيقة ليصل إلى زمن العصرنة ملبّياً حاجات ترفيهية لدى الأجيال الحاضرة. فقد كان رقص الزقايري قديما والذي يعني رقصة الفرسان المنتصرين لا يتجاوز الرقص في الأعراس بالعصي والانتظام وفق حركات الأيدي والأرجل رفعا وبسطا وضربا على الأرض مع بعض المواويل والأهازيج مع رقصة النخ النسوية، إلا أننا اليوم نلاحظ أن حاجة الناس للترفيه وجدت ضالتها في هذا العنصر التراثي المتوفر على فاعلية الاستدامة. وحتى يتكيف هذا الرقص الشعبي وفق العصر، فقد صار للزقايري فرقا شعبية متخصصة لها اعتمادات رسمية من طرف الدولة وتتلقى مقابل نشاطها أجرا معلوما وبالتالي صار هذا الرقص الشعبي مصدر دخل لممارسيه. وقد أضافت الجماعة الشعبية المعاصرة للراقصين بعض الابداعات الجديدة لتتواءم مع روح العصر وتطورات الترفيه والتسلية مثل ارتداء الراقصين لبدلات شعبية متجانسة ذات لون أسود ولون أبيض وتحمل زركشات ورموز تقليدية، كما ألحقت بالرقص بنادق البارود الذي كان مقتصرا في القديم على العصي، كما تبع الرقص خيمة كبيرة تنصب في ساحة واسعة في بعض الأعراس وفي وسطها هودج يحمل العروس. وهكذا تلبي رقصة الزقايري المكيفة مع العصر حاجة ترفيهية لدى الأجيال الحاضرة وكذلك صارت مصدر دخل دائم لممارسيها لدى الفرق الشعبية.