مسرح الحكواتي الشعبي

مسرح الحكواتي الشعبي بوادي سوف

نلاحظ انتشار المسرح الشعبي بمفهوم الحكواتي المتطور عن طريقة الحكواتيين القدماء أمثال العيد النوبلي وقدور بوحباكة وغيرهم. وقد أضحت الكثير من العائلات السوفية تتنافس لدعوة الحكواتيين في الأفراح لتقديم مسرحيات شعبية ترفيهية مفعمة بالعبر والنصائح والقصص والطرائف المستمدة من التراث ومن الواقع الاجتماعي المعيش. ويمكننا في هذا الصدد، الإشارة إلى فرقة مسرح "المسنطح" الشعبي الذي تسيّره جمعية ترفيهية ثقافية من بلدية قمار اشتهرت بتقديم عديد الإسكتشات الإذاعية بعنوان " المسنطح" ثم ذاع صيتها بين الناس، وصارت الفرقة ناشطة في الأعراس بمقابل مالي ولو رمزي عبر مختلف مدن وبلديات وادي سوف، وصارت تلقى كل يوم المزيد من جمهور المحبين لهذا اللون من المسرح الشعبي. ويقدم مسرح المسنطح الشعبي كل ما أمكن جمعه من حكايات ونكات وأمثال شعبية وحتى أشعار خفيفة وغيرها مكيّفة وفق مقتضى الحال وحاجة الناس حيث تعالج فيها بأسلوب ساخر عدة مشاكل اجتماعية، ويؤدي الأدوار في هذه المسرحيات الشعبية أبطال بأزيائهم التقليدية السوفية. وهكذا استطاع نشاط المسرح الشعبي باعتباره إنتاجا ثقافيا تراثيا أن يضمن لممارسيه مصدر رزق إضافي، ويلبي حاجات ثقافية وترفيهية لدى الجمهور، فعزز بذلك استدامة هذا التراث الفني الحكائي في الحياة اليومية للناس، ومنحهم فرصة التعرف على حكايات شعبية كثيرة وأمثال وحكم وألغاز شعبية وتمكينهم من معرفة حياة الأجداد والآباء. وهذا النوع من المسرح الشعبي هو استدامة ثقافية تراثية للمداحين والحكواتيين السابقين الذين اندثروا على غرار قدور بوحباكة والعيد النوبلي.[1]