عام
إن تعاطي المخدرات والإدمان عليها يعتبر من أخطر المشاكل التي يواجهها الشباب في العصر الحديث فبعد أن كان هذا المشكل خاصا بالمجتمعات الصناعية المتقدمة أصبح مشكلا عالميا تعاني منه جميع الدول بما فيها دول العالم الثالث أو ما يسمى بالدول النامية أو الدول المتخلفة حيث بدأت تنتشر في مختلف المجتمعات وبشكل لم يسبق له مثيل حتى أصبح خطرا يهدد الصغير والكبير بالانهيار ويعتبر الشباب الشريعة الاجتماعية الأكثر تعرضا لهذه الآفة الخطيرة حيث أن الشاب يعبث بما أنعم الله عليه به كعبثه بصحته وعقله بأن يقوم بتناول هذه السموم القاتلة التي تذهب بعقل المرء وتجعله لا يتحكم في تصرفاته فتجعله كالبهيمة لا يعقل ما يفعل كما تؤدي إلى تدمير صحته فتحيله للإصابة بآفتك الأمراض هذا على النطاق الخاص أما على نطاق الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه فهي تدفعه في أخف الحالات إلى ارتكاب أبشع الجرائم كالقتل والاغتصاب...الخ
فهي تؤدي به إلى دمار كبير وإن قلنا أنها تؤدي إلى دمار أكثر مما تؤدي به الحروب من دمار لا نكون قد ضخمنا الأمر.ونظرا لانتشار هذه الآفة وازدياد حجم تعاطي وإدمانها وترويجها، فقد أصبحت مصيبة كبرى ابتليت بها مجتمعاتنا تنافي في الآونة الأخيرة وإن لم نتداركها ونقضي عليها ستكون بالتأكيد العامل المباشر والسريع لتدمير مجتمعنا وتقويض بناياته لأنه لا أمل ولا رجاء ولا مستقبل لشباب مدمن على هذه السموم الفاتكة.
من أجل هذا وغيره وجب على جميع أفراد المجتمع التصدي لهذا المرض العفن وقلعه من جذوره بالرجوع إلى تعاليم ديننا الحنيف وإلى أخلاق سلفنا الصالح من كرم وشجاعة وصدق لكي نعود كما كنا أمة سباقة إلى كل ما هو مفيد ولا يكون هذا إلا بشبابنا الصاعد .
فنسأل الله أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم وأن يأخذ بأيدينا إلى طريق السداد والرشاد وأن يهدي شبابنا إلى صواب الطريق وأن يحمي أوطاننا من هذا الوباء وأن يوفق ولاة الأمور للضرب بكل قوة عل أيدي المفسدين من المهربين والتجار المتعاطين حتى تسلم أوطاننا إنه القادر على ذلك ونعم الوكيل.