لقد شهدت العقود الأخيرة في القرن العشرين تطورات كثيرة وسريعة في شتى ميادين الحياة، وتطورت مع ذلك الأساليب التي يعيشها الإنسان، وازداد الاتصال بين دول العالم أجمع، وصاحب هذا التطور مشاكل عديدة ألحقت أضرارا بالأفراد والمجتمعات ومن أهم هذه المشكلات تعاطي المخدرات والإدمان عليها ،ولقد أصبحت مشكلة المخدرات تمثل أخطر التحديات الراهنة التي تواجه عالمنا المعاصر، وتهدد استقرار البشرية وأمنها وتقدمها حيث وصل الإنتاج العالمي من المخدرات إلى أرقام قياسية غير مسبوقة. وتعاني الجزائر كبقية دول العالم من ظاهرة انتشار المخدرات بصورة رهيبة حيث أصبحت بالفعل قضية تشكل عبئا على الأطراف المعنية من أجل إيجاد حل لها، وتمثل المخدرات بجميع أنواعها محاولة يائسة لدى الفرد الذي يسعى وراءها للتخلص من المآزق والتغلب على المشاكل

التي تعترض سبيله، وعلى الحالات المزاجية المضطربة .

       ونظراً لتفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في العديد من المجتمعات العربية والإسلامية، أصبحت ظاهرة إدمان أفراد المجتمع للمخدرات "خاصة الشباب" ظاهرة أخطر من الغزو الثقافي، ذلك لأن الغزو الثقافي إنما يستهدف العقول للنيل منها والسيطرة عليها، بينما الإدمان وترويج المخدرات بين الشباب إنما يهدف إلى القضاء على عقول الشباب وأبدانهم في آن واحد، والقضاء عليهما معاً، وهذا أمر إن  ذهب هذا المجتمع وضاع مستقبله. ولذلك أصبحت ظاهرة المخدرات من أخطر المشكلات التي تشغل بال المسئولين في جميع أنحاء العالم.

    وسنتناول في هذه المطبوعة البيداغوجية والتي هي عبارة عن المحاضرات التي تقدم لطلبة السنة الثالثة تخصص علم النفس العيادي في مقياس المخدرات والمجتمع، تقديم نظرة شاملة قدر الإمكان تحاول الإحاطة بأطراف هده المشكلة الشائعة الانتشار في مختلف دول العالم، لتكون أداة في يد الطلبة تساعدهم على استيعاب أكثر لهذا المقياس، والتعرف على المخدرات، والمفاهيم المرتبطة بها، وميزاتها، وأسبابها، وطرق الوقاية والعلاج منها... إلخ ، كما هو موضح بالتفصيل في فهرس المحاضرات أدناه. والمعتمد من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لعروض تكوين السنة الثالثة ليسانس (ل،م، د) تخصص علم النفس العيادي والموضح أعلاه.

    ويهدف المقياس إلى:

- تعريف الطالب بالمخدرات ومميزاتها.

- أسباب تعاطي المخدرات وسبل الوقاية منها.

- الوقاية والعلاج.