منذ أن بدأ الإنسان بعمليّة الاتصال مع الآخرين حاول بقدر الإمكان توصيل ما يفكر فيه أو يشعر به بطريقة صحيحة وسليمة يفهمها الآخرون ومن المعروف أن أول طريقة اتصال قام بها الإنسان البدائي مع الأخرين عن طريق الإشارة فحاول استخدام ما يمكنه من الإشارات للدلالة عما يفكر فيه ولكن مع الوقت أدرك الإنسان أن هذه اللغة لا تكفي لتوصيل المعلومة او الفكرة، فبدأ باختراع كلمات منطوقة ذات دلالة على شيء معين، وبدأت هذه الكلمات تتطور وتتعدد حتى أصبحت لغة كاملة يتحدث بها الناس ويوصلون ما يريدون من أفكار واقتراحات بكل سهولة، وبتلقي الآخرون ذلك بكل سهولة واستيعاب وفهم ما يريده المتحدث، لكن ومع ذلك لم تكن عملية الاتصال هذه مجدية إلّا إذا كان الأشخاص قريبون، فماذا لو كانوا بعيدون كيف ستتم عملية الاتصال، ومن هنا بدأ الإنسان يفكر ويبتكر، وبدأ يصعد سلم الثورة التكنولوجية لعالم الاتصالات سلماً تلو الآخر، حتى وصلنا إلى ثورة اتصالات ضخمة وكبيرة ومميزة في كل أنحاء العالم، وأصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة، يمكنك الاتصال والتواصل مع أشخاص في أقصي الكرة الأرضية، هذه التكنولوجيا أضافت إلى حياتنا الكثير من الأمور الرائعة، وأصبح من السهولة الاتصال بالأهل والأصدقاء حتى وإن كانوا بعيدين جداً أتاحت تكنولوجيا الاتصال التحول من الاتصال عبر لغة الإشارة عند الإنسان البدائي إلى إمكانية الاتصال بشخص بعيد والتحدث معه بكل راحة وتوصيل المشاعر والأفكار بكل وضوح وسهولة، ناهيك عن إمكانية رؤيته مع وجود تكنولوجيا محادثات الفيديو التي تجعل جلستك مع من تقوم بالاتصال به وكأنه يجلس إلى جانبك ويحادثك كل هذا وأكثر صنعته تكنولوجيا الاتصال.

إن استخدامات التكنولوجيا المعاصرة قد عمت جميع ميادين الحياة وأصبحت كما لو أنها خطاب كلي يهيمن على نشاطات الإنسان في جميع مجالات الحياة ومنها الحياة التربوية بكل تداعياتها وتفاصيلها وتجلياتها فالبعد السيكولوجي والبيداغوجي والبيروقراطي الوضعيات التربوية التعليمية والتعلمية منها هي مساحات واسعة للاستخدام المكثف للتكنولوجيا . ولما كانت التكنولوجيا من حيث هي وسيلة لا غنى عنها في مسائل ضبط وبرمجة الفعل الإنساني فإنها أصبحت ضرورة تربوية وأحد أهم تخصصاتها الأكاديمية تهتم ببرمجة التعلم في المكان والزمان كما لو أنه منظومة من الأفعال البيداغوجية الخاضعة للمعالجة والعمليات الموجهة لتحقيق أهداف على مستوى تغيير سلوك الأفراد في مجال التحصيل العلمي .

فتكنولوجيا التربية في المدرسة تعد النسق الكلي الفاعل و المؤطر للأنساق الفاعلة في بيداغوجيا التدريس داخل القسم  وذلك لما تقوم به من وظائف مباشرة في تفعيل الأنساق التربوية  سواء على مستوى التنظيم التربوي أو على مستوى تسيير وتنسيق العمل الجماعي والجهد الفردي وتوزيع الأدوار الوظيفية  واستثمار الموارد البشرية والمادية المتاحة  أو على مستوى وظيفة إيصال المعرفة العلمية وتبليغها في كل حقول المعرفة إلى الأجيال الناشئة  وتنظيمها وتخطيطها  إذ أن إنتاج وتحضير المادة العلمية  وبناء بيداغوجيا فعالة ملائمة وضبط شبكة العلاقات الاجتماعية وضبط منظومة الاتصال والتواصل العلمي والبيداغوجي ، وفلسفة التوجيه وبرامج الإرشاد التربوي هي أساسيات في تفعيل المؤسسة التربوية  وإدماجها ضمن تفاعلات المحيط الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وهي أساسيات كذلك في رفع مستوى أداء المعلم والأستاذ في تحقيق مخرجات التحصيل الدراسي

ذات المستوى العالي والمرتفع وتحقيق الجودة اللازمة للمنافسة في المحيط العالمي وكذا الحد في الوقت نفسه من الإخفاق والتسرب المدرسي .