يشهد الاقتصاد العالمي تحولات كثيرة ازداد تفاعلها بفعل العولمة، وبصفة خاصة العولمة المصرفية التي ألقت بظلالها على أداء وأعمال البنوك، ويعتبر الجهاز المصرفي بمثابة المحرك لأي نظام اقتصادي، وتلعب وحدات هذا الجهاز دورا بالغ الأهمية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بفضل ما يتوافر لديها من قدرات على تعبئة الموارد المالية وتوجيهها نحو المشاريع التنموية، هذا وح وقد تعاظم دور هذه الوحدات تحت تأثير المستجدات والتطورات العالمية المعاصرة وتيار الانفتاح على الأسواق النقدية والمالية العالمية. وفي ضوء المستجدات والتطورات التي يعيشها الجهاز المصرفي والمالي العالميين مثل الاندماج البنكي، بالإضافة إلى تدويل الأعمال المصرفية، انتشر في كثير من دول العالم موجة التحرر من القيود التي كانت تحول دون ممارسة البنوك لكثير من الأنشطة. ناهيك عن تعاظم المخاطر والأزمات المالية التي تواجه البنوك. وأصبح لزاما على مؤسسات النظام المصرفي تبني استراتيجيات كفيلة بتحديث النشاط والتوافق مع مستجدات ومتغيرات بيئتها المحلية والعالمية. وهكذا أصبح من الضروري، الاطلاع على هذه المستجدات والتفاعل معها، وهذا بغرض تعميق مفاهيم الطلبة فيما يتعلق بالاقتصاد البنكي. جاءت فصول هذه المحاضرات متبعة تسلسلا منهجيا في طرح المواضيع المعنية بالدراسة، إذ تنطلق من التذكير بأساسيات الأنظمة المصرفية وتأثيرات العولمة وموجة التحرر المالي مرورا بأبرز التحولات في الصناعة المصرفية على غرار العمل المصرفي الشامل والإسلامي، الاندماج والخوصصة المصرفية، وكذا ما يتعلق بالمخاطر البنكية ومقررات لجنة بازل وكل من الحوكمة والتسويق، ووصولا إلى تحليل الأزمات المصرفية وأهم مسبباتها وآثارها وسبل معالجتها