هذه المُحاضراتُ في مقياس: القراءات القُرآنيَّة وتوجيهها، وهي مُوَجَّهةٌ إلى طلبة السَّنة الأولى ماستر؛ تتميمًا لمَا كانُوا قد تلقَّوْهُ من قبلُ في السَّنة الأخيرة من طور الليسانس في مقياس: القراءات القرآنيَّة؛ إذ أنَّهم يتأثَّلُون هنالك أصول المادَّة؛ من اطِّلاعٍ على تاريخ نشأة علم القراءات، والأطوار الَّتي تدرّج فيها، وضبط مصطلحاته، ومعرفةٍ بأركان القراءة المتواترة، وما شذَّ عنها، وأنواع القراءات باعتبارات مختلفة؛ من جهة الإسناد، والمعنى، وما إلى ذلك.

ويستتمُّون ههنا في مقياس توجيه القراءات، العلمَ بالأسباب الموضوعيَّة الَّتي كانت العامل في الاِختلاف بين القراءات؛ سواء كانت لغوية أو نحوية أو صرفية أو بلاغية أو من لغات العرب، أو غيرها من أنواع التوجيه، وأنَّ هذه الاختلافات بين القراءات مهما اتَّسعت؛ فإنَّها لا تعدو أن تكون اختلاف تنوُّعٍ لا تضادَّ فيه على الإطلاق، ما يدلُّ على وحدة مصدرها الرَّبَّانيِّ، وأنَّ الكلَّ من عند الله، ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا[النساء:82].

وقد حاولنا - مُتابعةً للمنهاج المقرر -، أن نجعل هذه السلسلة من المُحاضرات في محورين كبيرين:

محورٍ نظريٍّ؛ يتناول الجوانب النَّظريَّة عن علم توجيه القراءات؛ من تعريف بالمصطلح، وتأريخ للعلم، وإطلاع على مصادره، وبيان لأنواع التوجيه، وأدواته، وما إلى ذلك.

ومحورٍ تطبيقيٍّ؛ يخرج بالطالب من الجانب التجريديِّ للعلم، من التصورات النظريَّة المحضة، إلى التطبيق الفعلي لعلم التوجيه، وسنختارُ من كلِّ سورةٍ - لضيق المقام -، أهمَّ المواضع الَّتي تظهرُ فيها ثمرةُ التَّوجيه أكثر، وعائدتُه أكبرُ، وتُوقفنا على طرائق العلماء في التوجيه، وأسباب القراء في الاِختيار.

هذا ونرجو أن نكون قد وُفِّقنا في تقريب مادَّة المقياس لطلبتنا الكرام، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

 

                                                                   

                                                                       د. العيد حِذِّيق    


  • معلم بدون صلاحية التحرير: laid haddig